قال المصنف رحمه الله: [ومنهم من يقول: إن الترخص في الأحرف السبعة كان في أول الإسلام] فيقول: إن من أسباب جمع القرآن على حرف واحد من قبل الصحابة لأن ذلك كان سائغاً وجائزاً ورخصة، فاختاروا حرفاً وأجمعوا عليه وليس في ذلك ترك لواجب ولا فعل لمحظور، ثم يجيب بجواب آخر فيقول: [ومنهم من يقول: إن الترخص في الأحرف السبعة كان في أول الإسلام، لما في المحافظة على حرف واحد من المشقة عليهم أولاً] باعتبار اختلاف اللهجات وتنوع اللغات في أول الإسلام [فلما تذللت ألسنتهم بالقراءة] واستساغوا حرف قريش، وأصبح من السهولة أن يتعلم الصغار القراءة على حرف قريش بحسب التلقين والتعليم، حتى وإن كان الأبوان أو القبيلة مثلاً من قيس أو من تميم أو حتى لو كان من العجم، فعلّم الابن الصغير حرف قريش فإنه يتقنه ويحفظه، فمثلاً في لغة اليمن النطق بالهمز دائماً على الوصل، فإنهم لا يقولون: (والأرض) وإنما يقولون: و(الارض) بلهجتهم، مع ذلك فإن الأبناء الذين يدرسون في المدارس قد استساغوا واستسهلوا النطق الصحيح: (والأرض).
قال: [وكان اتفاقهم على حرف واحد يسيراً عليهم وهو أوفق لهم؛ أجمعوا على الحرف الذي كان في العرضة الأخيرة] وهذا يتضمن جواباً ثالثاً، وهو أن يقال: إن الذي أجمعنا عليه هو ما تضمنته العرضة الأخيرة فيكون لدينا ثلاثة أوجه.